قضية ونقاش

آفاق السياسة الزراعية المصرية .. قواعد وأصول

 

 

الآفاق تعنى النواحي بمعناها المكاني والمعنوي أو المرامي التي قد ترنو أن تصل إليها .. وتعني الرؤية والطموحات والإمكانيات والقدرات ..

وحينما تتحدث عن آفاق السياسة الزراعية المصرية فبالتأكيد يختلف المدخل بإختلاف المتلقي لهذا الحديث ..

فإذا كان الحديث للعامة .. فربما يكون الهدف من الحديث هو تشجيع عامة الناس على الإهتمام بالزراعة كأهم مقوم للحياة وللإقتصاد القومي .. ربما تساعدهم في حديثك كيف يهتمون بتطبيق السياسات الزراعية التي تخدم الوطن .. وكيف يساهم القطاع الخاص في رسم وتنفيذ السياسات الزراعية ..

أما إذا كان الحديث على مستوى مراكز البحث العلمى فبالتأكيد يتجه الحديث إلى دور البحث العلمي الزراعي وتنمية مفهومه في رسم سياسات زراعية تخدم الصالح العام حاضره ومستقبله .. ورسم السياسة من قبل الباحثين لا يكون نظريا أو توقعا أو إستقراءا فكريا .. ولكنه يكون بدراسات علمية مبنية على موارد حقيقية وتقفز بالمجتمع الزراعي إلى طموحات .. والتنمية الزراعية لابد أن تكون مبنيه على قواعد علمية سليمة .. وحينما يتدهور البحث العلمي فلا مجال لإحداث قفزة في تقدم الدول ..

أما إذا كان الحديث على مستوى الجامعات .. فالوضع مختلف .. حيث أن مسئولية كليات الزراعة الأولى بناء الخريج القادر على النهوض بالمنظومة الزراعية وفي نفس الوقت تكلف الجامعات بتربية الكوادر العلمية من الحاصلين على الدرجات العلمية سواء الماجستير أو الدكتوراة الذين يقودون تطوير الزراعة في مصر في كافة المناحي التي تتميز بها مصر عالميا أو يمكنها التميز فيها .. ويكون هذا من خلال إستعراض قدراتنا المحلية في تحقيق التنمية الزراعية المنشودة ..

أما إذا كان الحديث للحكومات .. فهذا أمر مختلف تماما .. لأن الحكومات مسئولة عن رسم وتنفيذ سياسات تخدم المصلحة القومية بشكل مباشر مع مراعاة الأبعاد السياسية والزراعية والتجارية المحلية والإقليمية والدولية .. ويجب على الحكومات أن تستفيد من كل من تحملوا المسئولية عبر السنوات الماضية منذ أيام مبارك وحتى الآن .. وحقيقة هذا لم يحدث إلا في أضيق الحدود .. وبالتالي لا تظهر السياسات الحكومية الزراعية في خط واحد مستقيم بل متعرج وربما منحنى ..

أما إذا كان الحديث للجهات الوطنية الرسمية .. فيجب أن يكون هناك حديث آخر تساعد من خلاله الجهات الوطنية في مراعاة السياسات الزراعية لإحداث التنمية المجتمعية لمصر حاضرها ومستقبلها وبما لا يتسع أبدا المقام للحديث عنه في أي جهة أخرى ..

المتحدث دائما لابد أن يخاطب الناس بقدر إهتماماتهم دون إحداث تشويش لفكرهم أو بلبلة في خاطرهم ..

المسئول يعرف جيدا مواصفات الرجل المسؤول

ويبقى أن آفاق السياسات الزراعية المصرية كبيرة جدا .. لو أردنا ..

وعامة نريح أنفسنا من كل هذا .. فهناك المسئولون عنها .. وفقهم الله لصالح هذا البلد وأهله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى