علمي

روشتة إستغلال التدرج المناخي لمصر في إنتشار أصناف النخيل المتميزة عالميا لتعظيم الدخل القومي

تمور مجدول
تمور مجدول

إرتبطت زراعة النخيل وإنتاج التمور إرتباطأ كبيرا بالعرب والمسلمين منذ فجر التاريخ وحظيت بمكانة عالية في نفوسهم

وذكر في القران والاحاديث النبوية وسجل في ابداعاتهم شعرا ونثرا واعتبر واحدأ من أكثر أنواع الفاكهة إستزراعأ في العالم العربي والإسلامي من حيثٌ المساحة والإنتاج وساهمت الفتوحات الاسلامية والتجار المسلمون ومن بعدهم العلماء في انتشار زراعة النخيل شرقا وغربا عن طريق البذور وساعد على ذلك قدرة النخيل العالية على التكيف في الظروف المناخية والبيئية القاسية وحديثا تجرى أبحاث على مستوى الجينات لفك غموض هذه القدرة.

تعتبر مصر اولى دول العالم انتاجاً التمور ( 19.6 % من الانتاج العالمي الذى يقدر 7.5 مليون طن سنويا ويتوقع زيادته في 2020 ليصل الى 10 مليون ) ولقد تم زيادة  عدد النخيل المزروع من 6 مليون نخلة عام 1980 الى 13 مليون نخلة عام 2014 بدون جدوى تصديرية حيث يقدر التصدير 138 الف طن ( 0.1 من حجم الانتاج الكلى = 4 % من حجم التجارة العالمية ) بعائد 48 مليون دولار  الى المغرب  – اوربا الغربية  – ماليزيا – اندونسيا

وتشتهر كل منطقة من مناطق إنتاج التمور في العالم بأصناف معينة ، والأصناف المشهورة غالباً هى أصناف تجارية وليست أجود الأصناف ، إذ أن هناك أصنافاً تفوقها جودة ولكنها قليلة العدد ومايزال انتشارها محدوداً.

يعتقد العالم الإيطالي (بيكاري) أن الموطن الأصلي لنخيل التمر هو الخليج العربي وقد دلل على ذلك بقوله : (هناك جنس من النخل لا ينتعش نموه إلا في المناطق شبه الاستوائية وتتطلب جذوره وفرة الرطوبة ) تتوفر هذه المتطلبات التي ينمو فيها النخيل في منطقة غرب الهند وجنوب إيران، وفي الساحل الغربي للخليج العربي، وادي الرافدين, ووادي النيل، أما العالم الفرنسي (دي كاندول) فيعتقد أن نخيل التمر قد نشأ منذ عصور ما قبل التاريخ في المنطقة الممتدة من السنغال غرب أفريقيا، حتى حوض نهر السند، ومن هنالك انتشر النخيل في الهند ومن ثم في الشرق الأقصى.

وأشار إبن وحشية أن الموطن الأصلي لنخيل التمرهو جزيرة حرقان في البحرين على الخليج العربي ومنها انتقلت إلى العراق وإلى جميع أنحاء العالم السباعي (1933) قد ذكر أن موطن النخيل الأصلي هو منطقة البحرين وشبه الجزيرة العربية، وأشار إبراهيم خليف (عام 1933)أن زراعة النخيل تعود الى أكثر من عشرة آلاف سنة.

من المعروف أن الموطن الاصلى يتواجد به أكبر تنوع وراثى  وعليه أعتقد أن مصر التي بها أكبر تنوع وراثي للنخيل من أصناف طرية ونصف جافة وجافة هى الموطن الاصلى للنخيل ويعزز ذلك النقوش والرسومات لشجرة النخيل على جدران معابد المصرين القدماء منذ عهد الفراعنة من الاف السنين قسمت الى:

(1) الأصناف الرطبة :

تبلغ نسبة رطوبة ثمارها أكثر من 30% وتؤكل ثمارها طازجة في الطور الرطب وتحتاج فترة نمو ونضج الثمار

الى مجموع وحدات حرارية من  2000 الى 2100 ف (الفترة من مايو الى اكتوبر) ومتوسط درجة الحرارة اليومية  25 م والفاقد فيها عالي جدا ولا تتحمل التخزين لمدد طويلة.

(2)  الأصناف النصف جافة :

تبلغ نسبة رطوبة ثمارها أكثر من 20- 30% وتؤكل ثمارها جافة نسبيا بعد الطور الرطب وتحتاج فترة نمو ونضج الثمار

الى مجموع وحدات حرارية من 2500 الى 2700 ف (الفترة من مايو الى اكتوبر) ومتوسط درجة الحرارة اليومية  30 م.

تصل الثمارإلي مرحلة الجفاف نسبيا ولكن لاتتصلب وتظل محتفظة بصفات جودتها وصلاحيتها للاستهلاك مدة طويلة ولذلك تعتبر هامة جدا ومرغوبة عالميا في التداول والتخزين والتصنيع والتصدير.

(3) الأصناف الجافة :

تبلغ نسبة رطوبة ثمارها أقل من 20 % وتؤكل ثمارها جافة تماما وتحتاج فترة نمو ونضج الثمار الى مجموع وحدات حرارية من  3800 الى 4200 ف (الفترة من مايو الى اكتوبر) ومتوسط درجة الحرارة اليومية  تزيد عن 32 م تصل الثمارإلى مرحلة الجفاف الكامل وتظل محتفظة بصفات جودتها وصلاحيتها للاستهلاك مدة طويلة ولذلك تعتبرهامة جدا ومرغوبة في التداول والتخزين والتصنيع والتصدير.

مصر تتميز بوجود المجموعات الثلاث من أصناف النخيل التي تعطى ثمار رطبة ونصف جافة وجافة وبوجه عام لكي تزهر اشجار النخيل فإنها تحتاج الى درجة حرارة لاتقل عن 18 درجة مئوية فى الظل ولا تعطى ثمارها الا اذا كان متوسط درجة الحرارة اليومى لايقل عن 25 درجة مئوية انتاج التمور يحتاج الى جو جاف خالي من الرطوبة الجوية والامطار خاصة في فترتي التلقيح ونضج الثمار كما أن تساقط الامطار وإرتفاع الرطوبة الجوية قد تؤثر بشكل سلبي على الانتاج.

وعلي ضوء ما سبق فإنه يجب التفكير قبل زراعة أشجار أي صنف من أصناف التمور في أي منطقة معينة ومراعاة التبكير والتاخير في نضج الثمار ودراسة درجات الحرارة والرطوبة السائدة في هذه المنطقة من واقع بيانات الأرصاد الجوية ورغم ذلك هناك اختلافات بسيطة بين أصناف المجموعة الواحدة في الاحتياجات الحرارية والرطوبة وشدة الاضاءة والرياح والامطار وكلها عوامل تتحكم في نجاح الصنف بدرجة أكبر في منطقة عن أخرى مما يوثر على زيادة الانتاج والعائد.

لا تقتصر فائدة النخيل على الثمار كسلعة تصديرية ذات مستقبل كبير لمعظم دول العالم بل تستخدم أجزائها الاخرى كمواد اولية لصناعات محلية كثيرة وتحتل مصر الصدارة في انتاجه كما اتجهت خلال السنوات الماضية الى ادخال وزراعة كميات كبيرة من الاصناف العالمية الاكثر شهرة وانتاجية.

يجب على صانعي القرار والمستثمرين تبني الاصناف المتميزة تسويقيا لانتاج تمور تناسب ذوق المستهلك وصالحة للتصدير مع مراعاة أن تكون طريقة زراعة الانسجة النباتية المستخدمة فى انتاج شتلات نخيل الانسجة هى طريقة تكون الاعضاء مباشرة دون المرور بالكالس والتي توفرها مجموعة الهجان لشتلات نخيل الانسجة كما نشدد على مراعاة متوسطات درجات الحرارة والرطوبة للاصناف المختارة لكل منطقة.

مهم جدا السنوات القادمة الاتجاة الى الاصناف التي تعطي كمية انتاج كبيرة والاصناف التي ثمارها بها اقل نسبة سكروز واعلى نسبة جلوكوز وخاصة لمرضى السكر مثل الحلوة والخلاص والبرني حيث لهم مستقبل تسويقي واعد في الدول الاوروبية. علاوة على جمع معلومات عن الاسوق العالمية للتمور ودراسة ذوق المستهلك ، وضع مواصفات للتمور التجارية المصرية لتناسب المعاير والاسواق العالمية،ادخال أصناف جديدة متميزة ومرغوبة تجاريا للتصدير، تأهيل المزارع القديمة وعمل مزارع نموذجية، إعتماد المزارع من الهيئات الدولية المانحة للجودة وسلامة الغذاء، تطبيق وتطوير الزارعة العضوية يعطى قيمة مضافة، برنامج مكافحة متكامل لوقاية النخيل والتمور، توفير الات للتلقيح والجمع وتدريب العمالة،استخدام الشباك لحماية عزوق التمر من الحشرات والطيور، تقليل معدل الفاقد ورفع خبرة ما بعد الحصاد وزيادة القيمة المضافة، تطوير(الإنتاج- التعبئة-النقل-التسويق للتمور)، إنشاء وحدات تبريد وتجميد للتمور الطازجة ومصانع للتصدير، إقامة سوق متخصص للتمور،عمل قاعدة بيانات للنخيل وخرائط للاستشعار عن بعد (عدد – مساحات – انتاج – أصناف – توزيع – أسماء المزارعين – أسعار – احجام) ، (عمل معارض – نشرات – برامج – دعاية)

 

ا د عادل حجازي

استاذ التكنولوجيا الحيوية بمعهد الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية جامعة مدينة السادات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى