إمكانيات محدودة – استثمار وعائد مرتفع الذهب الأخضر – نبـات الجـوجــوبـا
إحتدم السباق الأن بين دول العالم أجمع حول من باستطاعته التفكير خارج الصندوق، ومن لديه مهارة إقتناص الفرص ونماء وتعظيم الفائدة والعائد بحسن استغلال نفس الإمكانيات والموارد المتوفرة والمتاحة لديه دون تحميل ميزانية الدولة لأي أعباء أضافية، خصوصا مع شدة الطلب وتعطش السوق العالمي لهذا النبات فمصر بعراقتها وجذورها الممتدة في التاريخ وعلمائها الأفاضل قادرة على أن تخلق لنفسها مكانة متميزة ورائدة لتصبح هى المركز الرئيسي والقلب لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا لزراعة وإنتاج نبات وزيت الجوجوبا القيم والملقب بالذهب الأخضر.
وخصوصا مع سعي الدولة الحثيث لزراعة مساحات شاسعة من الصحاري مع حتمية الحفاظ على مخزون المياه الجوفية لنا ولأجيالنا القادمة، فتأتي “الجوجوبا” كنبات مرشح وبقوة لإحتلال نصيب كبير في زراعة هذه الأراضي الصحراوية ذات الطبيعة القاسية الفقيرة في العناصر الغذائية وخصوصا الأراضي القاحلة والهامشية وشديدة الملوحة والتي ربما لا تصلح زراعتها بأي نبات أخر.
حيث يتميز نبات الجوجوبا بخصائص فريدة قلما تجدها في أى نبات أخر، فهو نبات يتحمل شدة الملوحة حتى3000جزء/ المليون بدون التأثير على إنتاجيته من البذور ويتحمل حتى درجة ملوحة9000جزء/ المليون مع تأثر الإنتاجية،علاوة على تحمله لدرجات حرارة تصل لأكثرمن50ْ، ولديه قدرة هائلة على تحمل الإجهاد المائي والحراري الشديد، مع ميزة قلة إحتياجاته من الأسمدة والمبيدات لندرة إصابته بالاَفات والأمراض، فضلا عن أنه قليل الإستهلاك للمياه مقارنة بباقي الزراعات ويصل استهلاكه للمياه حوالي1500-2000م3 سنويا للفدان ويمكن في الأماكن الممطرة الإعتماد على الأمطار فقط إذا كان معدل سقوطها بداية من 300مم في العام.
والجدير بالذكر أنه يمكن استغلال مياه الصرف الصحي المعالج (والتي يمثل تصريفها والتخلص منها عبء على الدولة وتلويث للمياه الجوفية عندما تتسرب لباطن الأرض) في زراعة نبات الجوجوبا للاستخدامات الصناعية، كما يمكن استغلال مياه الصرف الزراعي أيضا.
ومن ثم يمكننا تطويع كافة الإمكانيات والموارد المتاحة بالفعل بل والمهدرة أيضا وتحويلها إلى كنز وثروة حقيقية سواء للدولة أو لمستثمري هذا النبات القيم.
وبما أنه مشروع زراعي صناعي لأنه يتم إنتاج الزيت من عصر بذوره واستخدام زيته في الكثير من الصناعات المكملة سيتم التطرق اليها لاحقا، فذلك يعظم القيمة المضافة والربحية، بالإضافة إلى أنه قادر على استيعاب الكثير من الشباب والفتيات للعمل به وبالتالي فهو يفتح المجال لمحاربة البطالة، لذلك مطلوب من الدولة التوجيه والإرشاد للمستثمرين الزراعيين بأهمية التوجه لهذا النبات لما له من فوائد عديدة تعود بالنفع والنماء على الدولة والمستثمر على السواء.
ولكن كيف نصل لذلك وما هو السبيل؟
بالطبع الإجابة على هذا السؤال ليست بالشئ السهل ولكن باستطاعتنا الوصول إذا أحسنا التخطيط في إطار منظومة مترابطة مكملة بعضها لبعض ما بين الدولة كما سبق الإشارة إليها ومراكز الأبحاث العلمية ومنتجي الشتلات والزيوت ومستثمري هذا النبات،على النحو التالي:-
دور الجامعات ومراكز الأبحاث العلمية: يتلخص دورها في استنباط السلالات شديدة التحمل للعطش والجفاف والملوحة، وكذلك غزيرة الإنتاج سواء في البذور أو في معدلات ونسب استخلاص الزيوت من هذه البذور.
دور منتجي شتلات وزيت الجوجوبا:محاولة التحسين المستمر للشتلات المنتجة عن طريق إنتخاب أمهات الأشجار الذي يُوخذ منها العقل الخضرية، مع تقديم حزمة خدمات ما بعد البيع لمستثمري هذا النبات من إشراف فني علمي متخصص مع وضع البرامج الفنية للتسميد والري والمكافحة، بالإضافة إلى تسويق المحصول.
فهل يا ترى قد حان الوقت لتتبوأ مصر المكانة التي تستحقها وتصبح هى القاطرة والنواة والمركز لزراعة وإنتاج وتصدير هذا النبات القيم على مستوى منطقة إفريقيا والشرق الأوسط ؟ أعتقد وأتمنى ذلك.
للتعرف على فوائد واستخدامات زيت الجوجوبا الكثيرة والمتنوعة في الكثير من المجالات المختلفة، وحجم الإنتاج العالمي وأهم الدول التي تعد سوق تصديري واعد لمصر، وكذلك عن طرق الغش والخداع التي يلجأ إليها بعض ضعاف النفوس في عالم الجوجوبا، وكذلك المغالطات المتداولة والرد عليها وكل ما يهم مستثمري هذا النبات القيم، انتظرونا في مقال قادم إن شاء الله …
أ/ علي سويد
رئيس مجلس إدارة شركة نماء للجوجوبا