قضية ونقاش

خالد الهجان رئيس مجلس ادارة الهجان جروب عضو مجلس ادارة جمعية هيا

ثقافة إنتاج التمور: العمل الجماعي والتكامل بين المزارع والمصنع والمصدر (المسوق)

لها فوائد ومنافعها كثيرة للناس، حيث أن كل جزء من أجزاءها له إستخدام في حياة الانسان، فثمارها تمد الانسان بالطاقة لإحتوائه على الكثير من البروتينات والالياف والمعادن المهمة مثل الكالسيوم والحديد والكبريت والصوديوم والماء والسكريات المفيدة وغيرها، انها من الاشجار المباركة والتي ذكرّت بالقرآن الكريم بما يقارب من (20) موضع في ثمانية سور

هل عرفت من هى ؟

إنها النخلة…

وقد حبنا الله وخصنا في منطقة الشرق الاوسط بمناخ وبيئة مناسبة لزراعة النخيل وإنتاج التمور وبالأحري مصرنا الحبيبة التي تمتلك أعداد هائلة من شجرالنخيل، ولكن وبكل أسف لا نحصل على استفادة اقتصادية تناسب هذه الأعداد الضخمة، كما تفعل كثير من الدول التي يعتمد اقتصادها بالكامل على زراعة النخيل.

فوجب علينا النظر لموقف المزارع و المسوق المصري من إنتاج وزراعة النخيل فكان كما يلي:-

  • مصر تنتج قرابة الـ52% من إنتاجها “بلح رطب”، فى الوقت الذى ساد فيه الطلب العالمى والاقليمى على التمور “النصف جافة” لذلك لم نحظى بالعائد المناسب منها، فثقافة المزارع تتلخص في قوله “كله بلح”، وبالتالي لم ننتج ما هو مطلوب ومعروف للأسواق المختلفة وأهم من ذلك ما يدر بالعائد الوفير.
  • ضعف التفاعل و التعاون بين المسوق والمنتج للوصول بالمواصفة المطلوبة لتسويقها باحسن الاسعار و بالتالى ضعفت قدرتنا التنافسية و قدرتنا على الوصول للاسواق بالشكل الكافى.
  • و قل الحوار و التكامل بين المنتج و المسوق و الباحث و بالتالى لم نطور الأصناف المحلية و لم نضيف اصناف جديدة، وعليه سبقنا غيرنا في نشر الاصناف الآخرى والحصول على أكبر عائد من إنتاج التمور وتصنيعها.

فإذا اخذنا فى الاعتبار أن هناك زيادة حالية في الطلب على التمور عالميا وإقليميا وأيضا محليا نظرا لأحتوائها على قيمة غذائية متكاملة وقدرة على مقاومة الأمراض وتستخدم في الضيافة في العديد من الدول بالإضافة لكونها فاكهة حلوة المذاق ولكن بشرط إنتاج وتصنيع وتعبئة تمور بمواصفات مناسبة للأسواق العالمية والاقليمية.

ومن ثم قد تبين لنا بدراسات الأسواق العالمية وتحليلها أن هناك أصنافا مطلوبة بكثرة في الأسواق العالمية يصلح إنتاجها فى مصر، مثال أصناف المجدول والخلاص وغيرها، وتبين لنا أيضا أن هناك أصنافا أخرى زاد الطلب عليها مؤخرا، مثل السكري والصقعى وغيرها،وأن هناك طلبا على بعض من الاصناف المحلية،مع تحسين جودة إنتاجها وتعبئتها، نظرا لسعرها الأبسط وبالتالي فهى توفي لنوعيات أخرى من المستهلكين.

السؤال هنا كيف نلحق بهذا الركب العظيم لزيادة دخل المزارع المصري واقتصاد بلدنا من منتجات الشجرة المباركة؟

قد بدأ البعض فعلا فى زراعة الأصناف المطلوبة وبدأ ظهور تحسن في جودة منتج التمور، وبدأ البعض فى دراسة انشاء محطات تعبئة أو أضافة خطوط أو معدات لتعبئة التمور في محطاتهم الحالية، وكذلك بدأ ظهور منتجات مختلفة من أصناف التمور،ولكن ليس بالقدر الكافي فيجب الاستمرار وزيادة كل هذه الخطوات بما يساوي المطلوب للحفاظ على السعر وعلى سمعة منتجاتنا الوطنية.

ولا سيما وأن هذه كلها مبادرات فردية، مطلوبة ومرغوب زيادتها، ولكنها تفتقر إلى العمل الجماعي والتكامل بين التخصصات المختلفة والاستثمارات المتعددة، ونرى انها قد تؤدي الى عدم التخصص والتركيز في كل مرحلة من الإنتاج بالقدر الكافى وبالتالى قلة جودة المنتج النهائي سواء كان تمر معبأ أو مصنع، أوتصنيع أجزاء أخرى من النخيل.

ومن ناحية أخرى، فقد يفيد كثيرا وجود خريطة استثمارية للتمور للدولة كلها، يوضح فيها احتياجات السوق العالمي من أصناف التمور المختلفة بكمياتها المطلوبة وجودتها وتعباتها، وكذلك التوقعات للسوق للاعوام القادمة بعد دراستها من قبل متخصصين، و بذلك تتبلور استراتيجية زراعة نخيل التمور والانتاج مقابل التسويق ومن ناحية أخرى توضح هذه الخريطة الأصناف التى يجب زراعتها فى اماكنها التى تجود بها مع ربط الكميات المزروعة والمنتجة مع الطلب العالمى ويضاف إلى هذه الخريطة الاستثمارية اماكن تجمعات زراعة النخيل وتعبئتها وصناعتها مما، وبالتالي تتبلور المنظومة الكاملة لإنتاج تمور مناسبة الجودة للطلب العالمي والاقليمى والمحلي من الزراعة الى التعبئة الى التصنيع الى الحفظ الى التسويق.

وأخيرا ومن هذه النافذة الإعلامية مجلة “حصاد” فإننا نناشد جميع المستثمرين والمهتمين بانتاج التمور وصناعتها على العمل الجماعي طبقا للخريطة المرجوة أو طبقا لما يروه، وذلك في تجمعات مجتمعية مناسبة لإنتاج التمور والنخل ومنتجاته على أن يقوم التعاون بين المستثمرين والمزارعين والمصدرين على اساس التكامل بينهم وبين المسوق او المصدر لمقابلة المنافسة الشديدة من دول أخرى والقدرة على تسويق المنتج المصري من التمور في احسن صورة تدر بالعائد الوفير على جميع المساهمين وعلى اقتصاد مصرنا الحبيبة بإذن الله.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى